التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قلتم ياموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون 61}

صفحة 406 - الجزء 1

  والطعام: ما يتغذى به، والطعم بضم الطاء: الأكل، والطَّعْم: عرض يدرك بحاسة الذوق، والطعام جوهر يتغذى به.

  والواحد: الفرد، والواحد: أول عدد الحساب، وَحَدُّه ما لا يتجزأ، واللَّه واحد لتفرده بصفاته الحسنى.

  والدعاء: قيل: أصله النداء عن ابن السراج، فكأن من يدعو ربه يناديه، وحقيقة الدعاء: قول القائل لمن فوقه: افعل، والفرق بينه وبين الأمر يظهر بالرتبة.

  والإنبات: إخراج النبات، ومنه: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ} وأصله من الظهور فكأنه ظهر إذا نبت.

  والبقل: العشب، وما ينبته الربيع، يقال: بقلت الأرض، وأبقلت، لغتان فصيحتان، إذ النبت البقل، والبقل كل نبات ليس له ساق.

  والفوم: الحنطة، وأزد شنوءة يسمون السنبل فومًا.

  والعدس واحده عدسة، وهو حب معروف.

  والمصر: أصله القطع، يقال: مصرت الشيء إذا قطعت بعضه من بعض، وسمي البلد مصرًا؛ لأنه منقطع بالعمارة عما سواه.

  والذلة: الذل، رجل ذليل، ونقيضه العزة.

  والمسكنة الفقر، والمسكين الفقير، ثم يستعمل في غيره، فيقال: مسكين ترحمًا.

  والبَوْءُ: الرجوع، وباء: رجع، يقال: بَوَّأْتُهُ منزلاً، أي أنزلته، وأصله قيل: المنزلة، عن ابن عباس، وقيل: التهيئة، عن الزجاج، ومعنى «باؤا بغضب» كأنه استوى عليهم غضب اللَّه.

  والاعتداء: تجاوز الحد.