قوله تعالى: {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون 110}
  النخعي بالياء فيهما، يرجع بالكناية إلى اسم اللَّه تعالى في قوله: «إنما الآيات عند اللَّه» وعن أبي رجاء العطاردي «نقلب» بالنون «ويذرهم» بالياء على التصرف في ضم الكلام.
  · اللغة: قَلَبْتُ الشيء: كببته قلبًا، وقلَّبْتُهُ بيدي تقليبًا، ورجل حُوَّلٌ قُلَّبٌ: يقلب الأمور، ويحتال فيها، وقلبت الأمر ظهرًا لبطن: إذا عرفت حقيقته، وأَقْلبَتِ الخبزة: حان لها أن تقلب، ومنه: القلب لتقلبه من حال إلى حال.
  والطغيان: مجاوزة الحد في العصيان، طغا يطغى طغيانًا فهو طاغ، وطغا السيل: إذا جاء بماء كثير، وطغا البحر: إذا هاجت أمواجه، ومنه: {لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ١١} أي: جاوز الحد، والطغيان والطغوان لغتان.
  ويقال: عَمِهَ الرجل: إذا تردد في أمره متحيرًا، ورجل عَمِهٌ وعَامِهٌ: حائر متردد، وجمعه: عُمَّه.
  · الإعراب: الكاف في قوله: «كما لم يؤمنوا» كاف التشبيه، وفي الكلام حذف تقديره: لا يؤمنون ثاني مرة، كما لم يؤمنوا أول مرة، وقيل: هو على معنى الجزاء أي: نقلب أفئدتهم جزاء بما لم يؤمنوا، وقيل: الكاف بمعنى اللام، أي: نقلب لأنهم لم يؤمنوا.
  نصب «أبصارهم» عطفًا على «أفئدتهم»، والعامل نقلب.
  «ونذرهم» رفع على الابتداء.
  · النظم: يقال: كيف يتصل «نقلب» بما قبله؟
  قلنا: فيه وجوه:
  قيل: اتصل بقوله: «وأقسموا» تقديره: وأقسموا وفي حال قسمهم اللَّه مقلب قلوبهم، عالم بما فيها من خلافه، عن أبي مسلم.