قوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون 112 ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون 113}
  · اللغة: الشيطان: [العاتي] المتمرد من كل شيء، قال ابن عرفة: الشيطان من الشَّطَن، وهو الحبل الطويل المضطرب، والشُّطُون: البعد فكأنه تباعد عن الخير ومال إلى الشر، واضطرب، ثم يقال للإنسان شيطان أي: كالشيطان في فعله، قال جرير:
  أَيَّامَ يَدْعُونَنِي الشَّيْطَانَ مِنْ غَزَلي ... وَهُنَّ يَهْوَيْنَنِي إِذْ كُنتُ شَيْطَانا
  وفي الحديث: «كل هوى شاطن في النار» الشاطن: البعيد من الحق؛ لأنه يشطن عن أمر ربه، وقيل: في الشيطان قولان:
  أحدهما: أن النون أصلية من الشطن، فسمي بذلك لبعده عن الخير، فوزنه على هذا «فيعال».
  والثاني: النون زائدة فوزنه فعلان، وهو أن يكون من شاط يشيط: إذا بطل.
  المُزَخْرَف: المزين، زخرفه زَخْرَفَةً: إذا زينه، والزخرف: كمال حسن الشيء، وفي الحديث: «لم يدخل الكعبة حتى أمر بالزخرف فنحي»، قيل: نقوش وتصاوير زين بها الكعبة، وقيل: كانت بالذهب، والزخرف: الذهب، ومنه {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيتٌ من زُخرُفٍ}.
  والغرور: قيل: ما له ظاهر يحبه وفيه باطن مكروه، عن ابن عرفة، ومنه: {مَتَاعُ الغُرُورِ} أي: يغر ظاهرها وفي باطنها سوء العاقبة، والشيطان غرور؛ لأنه يحمل على محاب النفس ووراءه سوء العاقبة، وبيع الغرر ما لا يكون على ثقة.
  والافتراء: اختلاق الكذب، يقال: افتريت الحديث، واختلقته واخترقته، وخرقته، واخترصته بمعنى إذا افتعلته كذبًا، والفرية: الكذبة العظيمة.
  ويقال: صَغَوْتُ إليه أصغي صَغْوًا وصُغْوًّا وصغيت بالياء أصغي، وأصغيت إليه إصغاء بمعنى مِلْتُ، وأصغيت الإناء: أملته ليجمع ما فيه، وأصله: الميل إلى الشيء