قوله تعالى: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون 121}
  والجدال: الخصومة سميْ بذلك لشدته، والجَدَالة: الأرض، يقال: طعنه فجدله، أي: رماه بالأرض.
  · الإعراب: يقال: لِمَ جاز جواب القسم ب (إن)، ولم يجز جواب الجزاء بها حتى زِيدَ معه الفاء؟
  قلنا: لو كانت (إن) جوابًا لما جاز دخول الفاء عليها، كما لا يجوز دخولها في القسم، وإنما تقديره: فإنكم لمشركون، و (ما) موضعه نصب ب (لا تأكلوا).
  · النزول: قيل: قال جماعة من المشركين لرسول اللَّه ÷: يا محمد، أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها؟ قال: اللَّه، فقالوا: أما ما قتل اللَّه فلا تأكلونه، وما قتلتم أنتم بأيديكم أكلتموه، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن الحسن، وروي أنهم قالوا: ما قتل الكلب والصقر حلال، وما قتله اللَّه حرام! فنزلت الآية.
  وقيل: إن قومًا من مجوس فارس كتبوا إلى مشركي قريش، وكانوا أولياءهم في الجاهلية أن محمدًا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر اللَّه، ثم يزعمون أن ما ذبحوه حلال، وما قتله اللَّه حرام، فوقع في أنفس الناس من ذلك شيء، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن عكرمة.
  وقيل: إن اليهود خاصموا رسول اللَّه، ÷ في ذلك فنزلت الآية، حكاه القاضي.
  · المعنى: ثم أكد تعالى بيان التحليل والتحريم، فقال سبحانه: «وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ» قيل: هو الميتة؛ لأن مستحل ما لم يذكر اسم اللَّه عليه من الذبيحة لا يفسق هو ولا آكله، وإنما يفسق من أكل الميتة، وإن اعتقد التحليل كَفَرَ، ولأن مجادلتهم كانت في الميتة، وقيل: ما ذبح على النصب؛ لأن العرب كانت لا تأكل