قوله تعالى: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون 122 وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون 123}
  · الإعراب: «أَوَمَنْ» ألف استفهام، دخلت على واو النسق، فبقيت مفتوحة فهو استفهام، والمراد به التقرير، والكاف في «كذلك» للتشبيه، وتقديره: زين لهَؤُلَاءِ الكافرين الكفر فعملوه، كما زين لأولئك الإيمان فعملوه، فشبه حال هَؤُلَاءِ في التزيين بحال أولئك، هذا كقوله تعالى: {كُلُّ حِزبٍ بِمَا لَدَيهِم فَرِحُونَ} عن علي بن عيسى، وقيل: كما زين لهَؤُلَاءِ الكافرين زين لمن كان قبلهم، عن أبي مسلم، والكاف في قوله: «وَكَذَلِكَ جَعَلنا» كاف التشبيه، تقديره: جعلنا ذا المكر من المجرمين كما جعلنا ذا النور من المؤمنين، إلا أن الأول بالتمكين، والثاني باللطف، يجوز أن يجعل فيهما بالحكم والبيان والصفة، وقيل: كما جعلنا فساق مكة أكابرها كذلك جعلنا في كل قرية مجرميها، إن شئت نصبته على التقديم والتأخير، على تقدير: وكذلك جعلنا في كل قرية مجرميها أكابر، كقولك جعلت زيدًا رئيسها، وإن شئت خفضته على الإضافة.
  · النزول: قيل: إنها عامة في كل مؤمن وكافر، عن الحسن وجماعة من أهل العلم.
  وقيل: خاص ثم اختلفوا، فقيل: نزلت في حمزة وأبي جهل، وذلك أن أبا جهل آذى رسول اللَّه ÷، وأُخْبِرَ به حمزة، وهو على دين قومه، فغضب، وجاء ومعه قوس، فضرب رأس أبي جهل وآمن، فنزلت الآية: «أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ»، عن ابن عباس.
  وقيل: نزلت في عمر الخطاب وأبي جهل بن هشام، عن الضحاك.
  وقيل: نزلت في عمار بن ياسر حين آمن، وأبي جهل، عن عكرمة والكلبي.
  وقيل: نزلت في النبي ÷ أحياه بالرسالة، وأبو جهل كالميت بالكفر، عن الأصم.