قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون 62}
  ويقولون: إن السماوات والأرض تحركت حين آتى اللَّه موسى # التوراة.
  فإن قيل: ومم أخذ؟ قيل: صار في العرف والشرع اسم ذم لقوم مخصوصين لاعتقادهم كفرًا مخصوصًا.
  والنصارى، قيل: سموا بذلك من «ناصرة»، قرية كان ينزلها عيسى ابن مريم #، عن ابن جريج وقتادة، وقيل: من تناصرهم، وقيل: لقولهم: نحن أنصار اللَّه، عن الزهري.
  ويقال: ما واحد النصارى؟
  قلنا: فيه قولان: قيل: نَصْرَان ونَصَارَى كنشوان ونشاوى وسكران وسكارى، عن سيبويه، وقيل: واحدها نَصْرِيّ، عن الخليل، كقولهم: بعير مهري، وإبل مهارى، والمستعمل في واحد النصارى نصراني.
  والصابئ: قيل: الخارج من دين مشهور إلى دين غير مشهور، وأصله الخروج، ومنه حديث عمر لما قالوا: أَلاَ إنَّ ابن الخطاب قد صبا، فقال: ما صبأت، ولكن أسلمت. والصابئون: قوم يعبدون النجوم، ويزعمون أنهم على دين شِيثٍ ونوح.
  ومنهم من يقول بنبوة إدريس وإبراهيم، وقد اشتهر بهذا المذهب الحرانية.
  والأجر جزاء العمل، أَجَرَ يأْجُرُ أجرًا.
  · الإعراب: يقال: لم رفع «فَلاَ خَوْفٌ عَلَيهِمْ» ونصب «لاَ رَيبَ فِيهِ»؟
  قلنا: لتكرير (لا) وهو قياس مطرد في الرفع، إذا كررت، قال الشاعر:
  وَمَا صَرَمْتُكِ حَتَّى قُلْتِ مُعْلِنَةً ... لاَ نَاقَة لِي فِي هَذَا ولاَ جَمَلُ
  كأنه جواب (أناقة لك في هذا أم جمل؟)، فأما الإفراد فهو جواب «هل من ريب فيه»؟، فجوابه: لا ريب، فيه بالنصب.