التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون 138}

صفحة 2424 - الجزء 3

  وتدل على أن ليس التزيين من جهته، وعند الْمُجْبِرَة أنه من جهته.

قوله تعالى: {وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ١٣٨}

  · القراءة: قراءة العامة «حِجْرٌ» بكسر الحاء وسكون الجيم، وعن الحسن وقتادة «حُجر» بضم الحاء، وهما لغتان. وقراءة العامة الراء بعد الجيم، وعن أُبَيٍّ بن كعب وابن عباس وابن الزبير وطلحة والأعمش «حِرج» بكسر الحاء والراء قبل الجيم، وهي لغة أيضا مثل جَذَبَ وجَبَذَ، وهو من المقلوب.

  · اللغة: الحِجْرُ: الحرام، وأصله المنع يقال: حجرت على فلان كذا أي: منعته منه بالتحريم، {حِجْرًا مَحْجُورًا} أي: حرامًا محرمًا؛ لأنه يمنع منه، ومنه: الحجر على الصبي، ومنه: الحجرة، والحَجَرُ لامتناعه بالصلابة، والحِجْرُ: العقل؛ لأنه يمنع من القبيح قال الشاعر:

  فَبِتُّ مُرْتَفِقًا وَالْعَيْنُ سَاهِرَةٌ ... كَأَنَّ نَوْمِي عَلَيَّ اللَّيْلَ مَحْجُورُ

  وفيه لغات: حِجر بكسر الحاء وضمها، وحَجر بفتح الحاء وكسر الجيم، وحجر الإنسان وحِجر بالكسر والفتح.

  · الإعراب: في نصب «افتراء» قولان: أحدهما: قالوا افتراء، وثانيها: لا يذكرون اسم اللَّه