التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم 139}

صفحة 2427 - الجزء 3

  عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وحفص عن عاصم «يكن» بالياء «مَيْتَةً» بالنصب، وقرأ أبو جعفر وحده «مَيِّتَة» مشددة، والباقون مخففة، وهما لغتان، فأما من قرأ «تكن» بالتاء فرجع به إلى الأنعام أي: وإن تقع الأنعام ميتة، ومن قرأ بالياء رجع إلى (ما)، فأما من رفع «ميتة» فذهب إلى أن تقديره: وإن وقعت ميتة الأنعام، ومن نصب ذهب إلى أن تقديره: وإن تكن الأجنة ميتة.

  وظاهر القراءة «خالصة» بالهاء والتنوين، وقرأ ابن مسعود والأعمش «خالِصٌ لذكورنا» بغير هاء رده إلى (ما) وعلى القراءة الظاهرة إلى الأنعام، وقرأ ابن عباس «خالصة» بالإضافة.

  · اللغة: الخالص: الشيء الذي لا يشوبه غيره كالذي أخلصته النار من الذهب، ومنه إخلاص التوحيد، وإخلاص العمل لله، والخِلاص بكسر الخاء: ما أخلصته النار من الذهب، وهو الخلاصة أيضًا، والخالص والخالصة والخليصة والخُلْصَان واحد، قال الشاعر:

  كُنْتَ أَمِينيَ وكُنْتَ خَالِصَتي ... ولَيْسَ كُلُّ امرئٍ بِمُؤْتَمَنِ

  والذكر: خلاف الأنثى، وأصله الذِّكْرُ، وهو الشرف، ومنه: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} فسمي بذلك؛ لأنه أنبه وأذكر من الأنثى.

  والوصف والصفة واحد كالوزن والزِّنَةِ، والوعد والعِدَةُ، وفي مجمل اللغة: الوصف مصدر: وصفته أصفه وصفًا، والصفة الأمارة اللازمة له، وكذلك الوزن مصدر: وزنته وزنًا، والزنة: قدر الشيء.

  · الإعراب: يقال: لم أنث (خالصة)؟