قوله تعالى: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم 139}
  قلنا: فيه أقوال:
  الأول: على المبالغة كالعلَّامة والنسَّابة والراوية والبائقة والداهية، عن الكسائي.
  الثاني: على تأنيث المصدر، نحو العاقبة والعافية، ومنه: {بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} عن الفراء.
  الثالث: لتأنيث ما في بطونها من الأنعام، عن الفراء.
  الرابع: لأنه صفة مؤنثة تقع للمذكر والمؤنث، يقال: فلان خالص، وفلانة خالص.
  ويقال: ما وجه رفع «خالصةٌ»، وهل يجوز النصب؟
  قلنا: رفع لأنه خبر الابتداء، وأما النصب فأجازه الفراء على بُعْدٍ، والبصريون يقولون: هو غلط؛ لأن العامل فيه لا ينصرف، فلا يتقدم عليه.
  وقوله: (محرم) يدل على أن الموصوف مذكر؛ لأنه لم يقل: ومحرمة.
  ويقال: علام ينتصب (وصفهم)؟
  قلنا: على تقدير: سيجزيهم بوصفهم، أي: سيجزيهم العقاب بوصفهم، وقال الزجاج: جزاء وصفِهم.
  · المعنى: ثم حكى عنهم حكمًا آخر لم يشرعه اللَّه لهم ذمًا لهم وتهجينًا لفعلهم، فقال سبحانه: «وَقَالُوا» يعني المشركين الَّذِينَ تقدم ذكرهم «مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأنعَامِ» قيل: الألبان عن ابن عباس وقتادة والشعبي، وقيل: الأجنة الحية، عن مجاهد والسدي، وقيل: الجميع «الأَنْعَام» قيل: ما جعلوها لأوثانهم على ما تقدم، عن أبي علي، وقيل: بل هي أنعام وغيرها، عن أبي مسلم «خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا» يعني: تخلص للذكور لا تشاركهم فيه النساء، «لذكورنا» قيل: تفضيلاً للذكور، وقيل: لأنهم القُوَّام بأمر