التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين 140}

صفحة 2430 - الجزء 3

قوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ١٤٠}

  · القراءة: قرأ ابن كثير وابن عامر: «قَتَّلُوا» بالتشديد على التكثير، وهو قراءة الحسن والسلمي، وقرأ الباقون بالتخفيف.

  · اللغة: الخسران: ذهاب رأس المال، خسر خسرانًا.

  والسفه: خفة الحلم بالعجلة إلى ما [لا] ينبغي أن يعجل إليه، وأصله الخفة، ونقيضه الحكمة، والسفيه: الجاهل، والحكيم: العالم.

  والقتل: نَقْض البنية المنافي للحياة والموت، قيل: عرض يضاد الحياة، عن أبي علي، وأبي القاسم والقاضي، وقيل: هو انتفاء الحياة، عن أبي هاشم.

  · الإعراب: نصب (سفها) على تقدير فعلوا ذلك جهلاً، وقيل: من السفه، وافتراء على اللَّه، أي: قالوا ذلك افتراء عليه.

  (مهتدين) نصب؛ لأنه خبر كان.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في ربيعة ومضر، وأفناء العرب الَّذِينَ كانوا يدفنون البنات أحياء مخافة الفقر والسبي، إلا ما كان من كنانة، فإنهم كانوا لا يَئِدُونَ، وقد بَيَّنَّا من سَنَّهُ أولاً.