قوله تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين 141}
  والإسراف: مجاوزة الحد، وقد يكون بالمجاوزة إلى الزيادة، وقد يكون بالتقصير، وهو أن يجاوز حد الحق والعدل. قال الشاعر:
  أَعْطَوْا هُنَيْدَة تَحْدُوها ثَمَانِيَةٌ ... مَا في عَطَائِهِمْ مَنٌّ وَلاَ سَرَفُ
  قيل: لا تقصير ولا إفراط، والسرف: الجهل، والمسرف: الجاهل.
  · الإعراب: (جنات): نصب ب (أنشأ)، و (النخل والزرع) نصب ب (أنشأ) أي: وأنشأ النخل والزرع «مختلفا أكله» رفع (أكله) بالابتداء، و (مختلفًا) نعته إلا أنه لما تقدم النعت على الاسم، وولي منصوبًا نصب، كقولهم: عندي طباخًا غلام، وقيل: نصب على الحال.
  ومتى قيل: لم نصب على الحال، وإنما يؤكل بعد ذلك بزمان؟
  قلنا: فيه قولان: الأول: مقدر للصيد به غدًا. الثاني: أن يكون معنى أكله ثمره الذي يصلح للأكل، وقيل: لأن منه ما يؤكل في الحال فجاء على التغليب.
  ونصب (الزيتون) أي: وأنشأ الزيتون، فحذف لدلالة الكلام عليه.
  «متشابها» نصب على الحال أي: متشابهًا في هذه الحال.
  · النزول: قيل: نزل قوله: «ولا تسرفوا» في ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، أدخل المساكين على نخل له، وكانت له خمسمائة نخلة، فأتوا على جميعها كلها، وعاد عليه من ذلك مكروه، فنزل: «ولا تسرفوا» الآية.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: فيه وجوه: