التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون 158}

صفحة 2477 - الجزء 4

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي «تأتيهم» بالتاء وفي (النحل) مثله، وقرأ الباقون «يأتيهم» بالياء في السورتين، فالتاء على اللفظ، والياء على المعنى، ولأن الفعل إذا تقدم على الجمع يذكر ويؤنث.

  قراءة العامة: «لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا» بالياء على تذكير الإيمان، وعن عمر وابن الزبير «تنفع» بالتاء. قال المبرد: وهي على المجاورة لا على الأصل كقول جرير:

  لَمَّا أتى خبرُ الزبير تواضعت ... سُورُ المدينة والجبالُ الخُشَّعُ

  فَأَنَّثَ فِعْلَ سُورِ، وهو مذكر لاتصاله بمؤنث.

  · اللغة: النظر: تقليب الحدقة نحو المرئي التماسًا لرؤيته مع سلامة الحاسة، نظرت إليه أنظر، والنظر: الانتظار، والنظر: التفكر.

  · الإعراب: (هل) بمعنى (ما)، كأنه لم يعتد بكل انتظار غير هذا لعظم شأنه، وهو كقوله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} وتكلمت وما تكلمت «نفسًا» مفعول، والإيمان الفاعل تقديره: لا ينفع الإيمان نفسًا.

  · المعنى: ثم عقّب - تعالى - ما تقدم من الحجة عليهم بالوعيد، فقال: «هَلْ يَنظُرونَ» أي: ينتظرون ويرتقبون بعد بعثة الرسل، وإنزال الكتب مع إقامتهم على الكفر «إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ» قيل: تقبض أرواحهم، وقيل: لإنزال العذاب والخسف بهم، وقيل: بعذاب القبر.