قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون 158}
  «أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ» فيه أقوال:
  الأول: أو يأتي أمر ربك بالعذاب، عن الحسن، وجاز هذا الحذف كما جاز في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللَّهَ} يعني أولياء اللَّه، وكقولهم عند ظهور جور وحَيْف بني أمية: جاءنا بنو أمية يعني جورهم، وعند ظهور عدل عمر: جاءنا عمر أي: عدله.
  الثاني: أو يأتي ربك بجلائل آياته، فيكون المعنى يأتي به، على معنى الفعل المتعدى.
  الثالث: أنهم يعرفونه ضرورة، فكأنه أتاهم فشاهدوه.
  الرابع: يأتي بالوقت الذي يكون الأمر فيه كله لله، يعني يوم القيامة، فأما حقيقة الإتيان فلا يجوز عليه تعالى؛ لأن ذلك من صفات الأجسام، واللَّه - تعالى - ليس بجسم.
  «أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ» قيل: طلوع الشمس من مغربها، عن مجاهد وقتادة والسدي، وروي ذلك مرفوعًا، وقيل: عذاب الاستئصال، فيكون تقدير الآية: ما ينتظرون إلا نزول الملائكة تقبض الأرواح، أو أمر اللَّه بأخذهم في القيامة، أو عذاب الاستئصال ينزل بهم، عن الأصم وأبي مسلم، وقيل: [كل آية] تضطر إلى المعرفة، فيزول التكليف بها، وقيل: بعض آيات ربك ما وعدهم من الانتقام منهم في الدنيا إن لم يتوبوا «يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبّكَ» التي تضطرهم إلى المعرفة فيزول التكليف «لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ» قيل: الآيات الحواجب عن التوبة ستة، وروي عن النبي ÷: «بادروا بالأعمال ستة: طلوع الشمس من المغرب، والدابة، والدجال، والدخان، وخويصة أحدكم - أي موته - وأمر العامة - يعني القيامة -»، عن الحسن عن النبي ÷، وقيل: (طلوع الشمس من المغرب، والدجال، ودابة الأرض). ابن مسعود وأبو هريرة، ورفعه إلى النبي ÷، وقيل: هو طلوع الشمس من مغربها، رواه جماعة عن النبي ÷ «لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إيمانهَا» ليس المراد به الإيمان