قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون 158}
  الشرعي؛ لأنه ينفع متى وجد، واختلفوا فقيل: أراد جنس الإيمان الذي لو وقع مع التخلية لَنَفَعَ، وقيل: المراد به التصديق.
  «أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيرًا» فيه ثلاثة أقوال:
  الأول: الإيهام في أحد الأمرين.
  الثاني: التغليب؛ لأن الأكثر ممن ينتفع بإيمانه حينئذ مَنْ كان كسب في إيمانه خيرًا قبل.
  الثالث: لأنه لا ينفعه إيمانه حينئذ، وإن اكتسب فيه خيرًا إلا أن يكون ممن آمن قبل، عن السدي، وكَسْبُ الخير في الإيمان هو الاستكثار من أعمال البر، «قُلْ» يا محمد «انتظِرُوا» قيل: أراد أحد هذه الثلاثة: الموت، أو القيامة أو الاستئصال، عن الأصم وأبي مسلم، وقيل: انتظروا الدوائر بكم في الدنيا، وعذاب الآخرة «إِنَّا مُنتَظِرُونَ» ذلك لكم.
  · الأحكام: تدل الآية على وعيد عظيم للكفار، وتدل على أن للمكلف حالة لا يقبل فيها الإيمان، ولا يكون كذلك إلا والتكليف يزول عنه، وهو حال الإلجاء.
  ومتى قيل: كيف يُلْجِئُهم؟
  فجوابنا بأن يعلمهم عند هذه الآيات أنهم لو حاولوا خلاف ذلك لمنعوا منه، وحيل بينهم وبينه، فيصير هذا العلم بمنزلة المنع بأنه يزيل التكليف، وتدل على أن الإيمان مُجَرَّدًا لا ينفع حتى يكون معه اكتساب الخيرات في حال الإيمان، وهو القيام بالواجبات واجتناب الكبائر خلاف ما تقوله المرجئة، وتدل على أن التوبة لا تنفع في تلك الحال؛ لأنه إذا لم يقبل الإيمان فغيره أولى، ثم ختم الآية بالوعيد بقوله: «فانتظروا».