قوله تعالى: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين 161 قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين 162 لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين 163}
  لئلا يجتمع ساكنان، وعن ابن أبي إسحاق «محيي» بتشديد الثانية من غير ألف، وهي لغة يقولون: قفي وعصي، ولا يجوز القراءة إلا بالظاهر المنقول، وقراءة العامة، «نُسُكِي» بضم السين، وعن السلمي بسكونها.
  · اللغة: القِيَمُ بالتخفيف: مأخوذ من قام، وأصله: قِوَمٌ، والقَيِّمُ بالتشديد: أصله منه، يقال: هو قَيِّمُ قَوْمِهِ، وقيم قومه: إذا كان قائمًا بأمورهم، وهو قِوَامُ قومه، والقَيِّمُ بالتشديد: المستقيم، وقِيم بالتخفيف: مصدر كالصغر.
  قال ابن عرفة: القِيَمُ: الاستقامة. والحنيف قيل: أصله الميل، ومنه رجل أحنف: إذا كان مائل القدم، قال الزجاج: والحنيف: المائل إلى الإسلام ميلاً لازمًا لا رجوع فيه، وقيل: أصله الاستقامة، وإنما جاء أحنف على التقول، عن أبي علي. والنسك: العبادة، ورجل ناسك، ومنه: النسيكة: الذبيحة، والمَنْسِكُ: الموضع الذي يذبح فيه النسائك، قال الزجاج: إلا أن الأغلب عليه أمر الذبح الذي يتقرب به إلى اللَّه تعالى.
  والملة: الدين، وقيل: الشريعة، مأخوذة من الإملال، كأنه يأتي بما يُسْمِعُ ويُمْلِي الرسول على أمته ليحفظوه، يقال: أَمْلَلْتُ الكتاب مثل أمليته.
  · الإعراب: قوله: «دينًا قيمًا» في نصبه أقوال:
  الأول: إن هداني بمنزلة عرَّفني، عن الزجاج، فهو نصب على المفعول به.
  الثاني: نصب على المصدر عن الفراء كأنه قيل: هداني اهتداء، ووضع دينًا موضعه.
  الثالث: على تقدير أعني دينًا قيمًا.
  الرابع: نصب على الإغراء، على تقدير: اتبعوا دينًا قيمًا.
  الخامس: نصب على الحال والقطع عن قطرب.