التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين 18 وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 19 فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين 20 وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين 21}

صفحة 2518 - الجزء 4

  والإبداء: اني ظهار، والبُدُوُّ الظهور، بدا يبدو إذا ظهر، وفلان ذو بدوّ إذا بدا له الرأي، وبدا لي في هذا الأمر: تغير رأيي عما كان عليه.

  والمواراة والستر واحد في المعنى وأصله جعل الشيء وراء ما ستره، ويقال: واريت الميت إذا سترته في التراب، ومنه: {كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ} أي: يستره ولم يهمز، و {رُوِيَ}؛ لأن الثانية مدة ولولا ذلك لوجب الهمز.

  والسوءة: الفَرْج؛ لأنه يسوء صاحبه إظهاره، وكل ما قبح إظهاره فهو سوأة من هذا المعنى، وإذا أرادوا المبالغة قالوا: السوأة [السُّوْأى].

  والقسم واليمين والحلف نظائر، وإنما ذكر على المفاعلة؛ لأنه في معنى المقابلة يقال: عاقبت اللص، ونازلت الرجال، وعافاه اللَّه فكأنه قابله في المنازعة باليمين، وأصل القسم القسمة؛ لأنه الحلف يقسم المعنى باليمين من يقتضيه بإيجاب صحته دونه، ومنه: {تَقَاسَمُوا} أي تحالفوا.

  والنصح نقيض الغش، نصحته أنصحه، وهو إخلاص الفاعل لضميره فيما يظهر من عمله.

  · الإعراب: يقال: ما اللام في قوله: «لمن اتبعك» «لأملأن»؟

  قلنا: قيل: الأولى لام الابتداء، والثانية لام القسم، وقيل: هما لاما التأكيد عن أبي علي.

  ويقال: أين جواب الجزاء في قوله: «لمن تبعك»؟