قوله تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين 40 لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين 41}
  يرحمهم اللَّه؛ لأنه - تعالى - أجرى العادة بأن البركات والرحمة تنزل من السماء، عن أبي مسلم. وقيل: لا تفتح هوانًا لهم واستخفافًا بهم، وإن فتحت للعذاب «وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ» قيل: حتى يدخل البعير في ثقب الإبرة، والجمل: البعير ولد الناقة، عن عبد اللَّه والحسن وأبي العالية والضحاك وأكثر المفسرين. ولما أكثروا مراجعة الحسن فيه قال: هو أسير، وهذا مثل للتعند كقول العرب: لا أفعل حتى يشيب الغراب، ولا يريدون للتوقيت والشرط، ويقولون: حتى يعود القارظ العنزي، قال الشاعر:
  فَرَجّي الخَيرَ وَانتَظِرِي إِيابي ... إِذا ما القارِظُ العَنَزِيُّ آبا
  وقال آخر:
  إِذَا شَابَ الغُرابُ أَتَيْتُ أَهْلِي ... وَعَادَ القَارُ كَالَّلبَنِ الحَلِيبِ
  وقال آخر:
  وإِنَّكَ سوْفَ تَفْعَلُ أَوْ تنَاهىِ ... إِذَا ما شِبْتَ أوْ شَابَ الغُرابَ
  وقيل: هو الحبل الغليظ، عن ابن عباس ومجاهد والسدي. وهو حبل السفينة.
  «وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ» المذنبين «لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ» قيل: موضع مهاد، وقيل: مهاد فراش من النار «وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ» ظلل منها، عن الحسن وأبي علي والأصم. وقيل: الغواش: اللُّحُف، عن مجاهد. وروى ابن عازب عن النبي ÷ قال: «يكسى الكافر في قبره لوحين من النار» فذلك قوله: «مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ [وَمِنْ] فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ» الَّذِينَ ظلموا أنفسهم بالعصيان وغيرهم بالعدوان.