التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين 40 لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين 41}

صفحة 2561 - الجزء 4

  وجهنم: اسم من أسماء النار، واشتقاقها من الجُهُومَة وهو الغلظ، وجل جَهْم الوجه غليظ، فسميت بذلك لغلظ أمرها في العذاب، نعوذ بِاللَّهِ منها. وقيل: أخذ من قولهم: بئر جِهِنَّام؛ أي: بَعُدَ قعرها.

  · الإعراب: «جهنم» لا ينصرف؛ لأنها معرفة مؤنثة.

  «غَوَاشٍ» في موضع الرفع ب «لهم» إلا أنه من بنات الياء، فلا يدخل فيها رفع، كقولك: هذا قَاضٍ.

  ويقال: لم جاز صرف «غواش»، وهي فواعل؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: أن التنوين عوض من الياء المحذوفة، وليس بتنوين الصرف، عن سيبويه.

  الثماني: أنه تنوين الصرف ظهر عند حذف الياء لالتقاء الساكنين في التقدير.

  · المعنى: عاد الكلام إلى الوعيد عطفًا على ما تقدم، فقال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا» أي جحدوا حجتنا، وردوها بالكذب، وقيل: الآيات القرآن، وقيل: بل عام «وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا» أي: تكبروا عن قبولها «لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ» قيل: تفتح لأرواح المؤمنين ولا تفتح لروح الكافر، عن ابن عباس والسدي. وقيل: لا تفتح لدعائهم وأعمالهم، عن مجاهد وإبراهيم. وقيل: لا تفتح لدعائهم، عن الحسن، وقيل: لا لأرواحهم ولا لأعمالهم، عن ابن جريج والأصم، وعن الأصم يعني لا تصعد بها الملائكة؛ لأن كتاب الفجار وأرواحهم في سجين، وقيل: لا تفتح لهم أبواب السماء لدخول الجنة؛ لأن الجنة في السماء، عن أبي علي. وقيل: معناه لا