التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون 42 ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون 43}

صفحة 2564 - الجزء 4

  · اللغة: التكليف: تحميل ما يشق على النفس، وأصله: [من] الكلفة وهي المشقة، وتكلف القول: إذا تحمل ما فيه من المشقة. والوسع: الطاقة، وأصله من السعة، والسعة: الغنى، وأوسع الرجل: صار ذا سعة. والنزع: رفع الشيء عن مكانه المتمكن فيه، يقال: نزع الشيء عن مكانه نزعًا. والصدر: موضع القلب، مأخوذ من صدر عن الأمر، و «صدر» خلاف «ورد»، وسمي بذلك لأنه يصدر من جهة الرأي، ومنه: صدر المجلس، والصدر والصِّدَار: سمة على صدر البعير، والمصدور: الذي يشتكي صدره. والغل: الضَّغَن والحقد.

  والنداء: الدعاء بطريقة: يا فلان، كأنه قيل: يا أيها المؤمنون تلكم الجنة.

  والإرث: الميراث، وأصله الواو، ووَرِثْتُ الشيء أَرِثُهُ ورثا وإرثًا، لكن الواو تقلب ألفًا، فيقال: إرث. والميراث: أصل الياء فيه الواو، والإرث: ما صار إليه من غيره، يقال: فلان على إرث من كذا أي: على أمر قديم، توارثه الآخر عن الأول.

  · الإعراب: يقال: ما موضع «لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» من الإعراب؟

  قلنا: فيه قولان:

  أحدهما: لا موضع له؛ لأنه اعتراض، والخبر الجملة في «أُولَئِكَ».

  والثاني: أن يكون موضعه رفعا؛ لأنه خبر على حذف الفاءين، كأنه قيل: (منهم ولا من غيرهم)، ويحذف لأنه معلوم.

  ويقال: ما معنى (أن) في قوله: «أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ»؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: معنى أي، فيكون نودوا بالتهنئة بكلام هذا معناه.