التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين 44 الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون 45}

صفحة 2569 - الجزء 4

  هَل تَملِكونَ مِنَ المَشاعِرِ مَشعَرًا ... أَو تَشهَدون مَعَ الأذان أَذينا

  وقال آخر:

  آَذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْمَاءُ

  وقيل: الأَذِينُ: المكان يأتيه الأذان من كل ناحية، يقال: أذن وتأذن نحو:

  تيقن وأيقن.

  والصد: العدول عن الشيء عن قَلْيٍ، والصد والإعراض من النظائر، إلا أن الصد يجوز أن يتعدى، فيقال: صده عن الحق يَصُدُّه صدًّا، وصدهم عنه أيضًا، والإعراض لا يتعدى. والبغي: أصله الطلب.

  والعِوج بكسر العين: في الطريق والدين، وبفتح العين في الخلقة، يقال: في دينه عِوج، وفي ساقه عَوج.

  · الإعراب: يقال: لم كان جواب الإيجاب ب (نَعَمْ) وجواب النفي ب (بلى)؟

  قلنا: لأن (نعم) تحقق معنى الخبر المذكور في الاستفهام، و (بلى) تحققه بإسقاط حرف النفي.

  ويقال: بم ينتصب «عوجًا»؟

  قلنا: فيه وجهان:

  الأول: على المفعول به كقولك: يبغون لها العوج.

  الثاني: على المصدر، كأنه قيل: يطلبونها هذا الضرب من الطلب كقولهم: رجع القهقرى، أي هذا الضرب من الرجوع إلى طلب الاعوجاج.