قوله تعالى: {ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون 48 أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون 49}
  والمقداد، وعمار، وصهيب، وبلال، وكان الكفار يستهزئون منهم فقالوا: «أَهَؤُلَاءِ» يعني المستضعفين «أَقْسَمْتُمْ» في الدنيا «لا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ» بالجنة.
  الثاني: قيل: هو قول اللَّه - تعالى - في أصحاب الأعراف، عن ابن عباس.
  الثالث: قيل: هو كلام أهل الجنة يخاطبون أهل النار، و «أَهَؤُلَاءِ» أصحاب الأعراف.
  الرابع: أنه من كلام الملائكة، و «أَهَؤُلَاءِ» أصحاب الأعراف «أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ»، عن مقاتل.
  الخامس: أنه كلام أصحاب الأعراف، و «أهَؤُلَاءِ» هم أصحاب الأعراف، فمعنى «هَؤُلَاءِ»: نحن كأنه قيل: أنحن اليوم الَّذِينَ حلفتم لا ينالنا اللَّه برحمة، وقوله: «ادْخُلُوا الْجَنَّةَ» كلام أصحاب الأعراف يتداعون بينهم بدخول الجنة بعد تبكيت أهل النار، فيقول بعضهم لبعض: ادخلوا الجنة، وفي الكلام محذوف، كأنه قيل: بل كذبتم وظهر كذبكم، بل هم الَّذِينَ ينالهم اللَّه برحمة.
  «ادْخُلُوا الْجَنَّةَ» قيل: إنه كلام أصحاب الأعراف للمؤمنين، عن أبي علي والأصم. وقيل: كلام بعضهم لبعض، يعني أصحاب الأعراف يتواعدون بدخول الجنة، عن أبي مسلم. وقيل: كلام المؤمنين لأصحاب الأعراف، عن مقاتل. وقيل: هو من كلام اللَّه - تعالى - لأصحاب الأعراف، عن ابن عباس. «لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ» قيل: لا تخافون فوت الجنة ولا تحزنون فيها بشيء، عن أبي علي. وقيل: لا خوف عليكم من العذاب النازل بالكفار، ولا تحزنون على إبطال حسناتكم وفوت الجنة كحزن الكفار، عن الأصم.
  · الأحكام: الآية تدل على أن أصحاب الأعراف هم الشهداء؛ ولذلك يخاطبون أهل النار،