قوله تعالى: {ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون 52 هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون 53}
  · النظم: يقال: كيف يتصل «وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ» بما قبله؟
  قلنا: قيل: يتصل بقوله قبل هذه الآيات: «أُولَئكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ» إلى قوله: «وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ» ثم قال: «وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ»، عن أبي مسلم.
  وقيل: يتصل بما قبله من قصة الفريقين، فبين أنه أتاهم الكتاب والحجة.
  · المعنى: «وَلَقَدْ» قَسَمٌ من اللَّه - تعالى - وتأكيد الكلام «جِئْنَاهُمْ» أتيناهمْ «بِكِتَابٍ» وهو القرآن «فَصَّلْنَاهُ» بَيَّنَّاه وفسرناه، يعني جئت هَؤُلَاءِ الكفار بكتاب مشروح مبين «عَلَى عِلْمٍ» قيل: فَصَّلَهُ، وهو عالم به، وقيل: على علم بحاجة عباده إليه، وعلمه بما يحدث فيهم من علم الغيب الذي فيه، عن الأصم. «هُدىً» أي: دلالة ترشدهم إلى الحق وتنجيهم من الضلالة «وَرَحْمَةً» من العذاب لمن عمل به «لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» خصهم به؛ لأنهم انتفعوا به، عن أبي علي. وقيل: خصهم؛ لأنهم العالمون بما فيه «هَلْ يَنْظُرُونَ» أي: ينتظرون، وإنما ذكر أنهم ينتظرونه وإن كانوا جاحدين؛ لأن ذلك يأتيهم لا محالة إتيان المنتظر «إِلَّا تَأْوِيلَهُ» قيل: عاقبته من الجزاء به، عن الحسن وقتادة ومجاهد والسدي. وقيل: حقيقته، عن ابن زيد. يعني حقيقة ما أخبر من الوعد والوعيد، وقيل: ما وعدوا فيه من البعث والنشور والحساب والعقاب، عن أبي علي، وقيل: إلّا أن يعاينوا ما أخبرهم الكتاب من النعمة والدار الآخرة، عن الأصم. «يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ» أعرضوا عنه، فصار كالمنسي، عن مجاهد وأبي علي. وقيل: تركوا العمل به، عن الزجاج. «قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ» أي: بالصدق وفيما أخبروا به عن اللَّه - تعالى - «فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا» في إزالة العقاب والتخفيف «أَوْ نُرَدُّ» قيل: نرد إلى الدنيا فنعمل، عن أبي مسلم وجماعة. وقيل: يشفع حتى نرد إلى