التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين 54}

صفحة 2585 - الجزء 4

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: «يُغَشِّي» مشددة، وفي (الرعد) مثله.

  قرأ الباقون «يُغْشِي» خفيفة فيهما، وهما لغتان أَغْشَى يُغشِي، وغَشَى يَغْشَى.

  وقرأ ابن عامر وحده: [«وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ»]، قال أبو مسلم: نصب على الحال أي: خلق ذاك، وجعل هذه حاله، وهو أنه سخره.

  · اللغة: الاستواء: الاستقرار، ومنه: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} والاستواء: القصد، ومنه: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} وكل مرفوع من أمره قصد لغيره فقد استوى له، وإليه.

  قال ابن عرفة: الاستواء من اللَّه الإقبال على الشيء والقصد له.

  قال الفراء: تقول العرب: استوى إليّ يخاصمني؛ أي: أقبل عليَّ، والاستواء:

  الاستيلاء، قال الشاعر:

  قَدِ اسْتَويَ بِشْرٌ عَلَى العِرَاقِ

  وقال آخر:

  فَلَمَّا عَلَوْنَا وَاسْتَوَيْنَا عَلَيْهِمُ ... تَركْنَاهُمْ صَرْعَى لِنَسْرٍ وكَاسِرِ

  والاستواء: العلو، قال اللَّه تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ}.

  والعرش: السرير، ومنه: {وَلَهَا عَرشٌ عَظِيمٌ} والعرش: المُلْك، يقال: ثُلَّ عرشهم، والعرش: السقف، وعرش البيت سقفه، قال تعالى: {وَهِيَ خَاوِيَة