التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين 69}

صفحة 428 - الجزء 1

  والصفرة لون معروف بين البياض والحمرة، أخذ من الصفرة، وهو الخالي، كأنه خلامنهما.

  وفاقع يقال: اللون الأصفر إذا كان خالصًا أصفر فاقع، كما يقال: أبيض يَقَقٌ، وأسود حالك، وأخضر ناصع، وأحمر قانٍ.

  والسرور: الفرح، وضده الغم، وحقيقته: اعتقاد توقع النفع.

  · الإعراب: يقال: ما موضع (ما) من الإعراب في قوله: «مَا لَوْنُهَا»؟

  قلنا: رفع لأنه ابتداء، ولونها خبره، ويجوز النصب على أن يكون (ما) صلة.

  · المعنى: لما بَيَّنَ تعالى سن البقرة سألوا عن لونها، فقال تعالى: «قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا» يعني سل ربك يبين لنا لون البقرة، «قَالَ» موسى: «إِنَّهُ» تعالى «يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ»، يعني حتى قرنها وظلفها أصفران، عن الحسن وسعيد بن جبير، وقيل: ليس فيها سواد وبياض، عن مجاهد، وقيل: أراد سوداء، روي ذلك عن الحسن، وأنكر ذلك القتبي، وقال: لا يوصف الأسود بالفاقع، بل يقال: أسود حالك، ولأن في صفة البقرة لا يقال: صفراء بمعنى سوداء، إنما جاز ذلك في صفة الإبل «فاقعٌ» قيل: شديد الصفرة يكاد من صفرته يبْيَضُّ، عن ابن عباس والحسن، وقيل: الفاقع: الخالص الصفرة، عن قتادة والربيع «تَسُرُّ النَّاظِرِينَ» أي تعجب الناظرين بحسنها، عن قتادة وغيره.

  · الأحكام: هذا تكليف ثالث على ما بينا.