قوله تعالى: {وإلى عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون 65 قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين 66 قال ياقوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين 67 أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين 68 أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون 69 قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين 70 قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين 71 فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين 72}
  وتدل على أنه استأصل قوم هود، وأنه لا عقب لهم.
  القصة
  إنه حمل ما ذكره المفسرون وأصحاب التواريخ أن عادًا كانوا ينزلون الأحقاف، وهم رجال من حد اليمن إلى عُمان إلى حضرموت، وكانوا يعبدون الأصنام، وكانوا ذوات بسطة وقوة، قهروا الناس بفضل القوة، فبعث اللَّه إليهم هودًا وهو من أوسطهم نسبًا، وأفضلهم دينًا وورعًا، فدعاهم إلى اللَّه وتوحيده، ووُعِدُوا وعدًا فكذبوه، فأمسك اللَّه عنهم المطر ثلاث سنين متواليات فجهدوا، وكان الناس يومئذ إذا نزلت بهم نازلة التجؤوا إلى الحرم فيجتمع المسلم والمشرك بمكة تعظيمًا لها، فبعثت عاد وفدًا إلى مكة وبها العماليق من ولد عمليق، وسيدهم معاوية بن بكر، وعاد أخواله منهم أمه، فنزلوا عليه فساق اللَّه سبحانه سحابة سوداء إلى عاد، فاستبشروا وقالوا: هذا عارضٌ ممطرنا، وعلم هود فاعتزل هو ومن آمن معه لئلا تؤذيهم الريح، فمرت على عاد، وكانت تطير الإبل والرجال في الهواء، فدخلوا البيوت، فدخلت عليهم فأهلكتهم، وبقيت سبع ليال وثمانية أيام، ووفد عاد عند معاوية إذ أقبل رجل، فوقف على ناقة في ليلة مقمرة، وأخبر خبر عاد، قال: وكانت الريح ترفعهم وتوقعهم بالحجر، ثم أرسل اللَّه طيورا سوداء فنقلتهم إلى البحر، وألقتهم [فيه].
  واختلفوا في قبر هود: قيل: بمكة، وقيل: بحضرموت عن أمير المؤمنين، وروي أن