قوله تعالى: {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين 80 إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون 81 وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون 82 فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين 83 وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين 84}
  وقرأ ابن كثير ويعقوب «أنكم» بهمزة غير ممدودة للتخفيف، وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم بهمز والكسائي «إِئِنَّكُمْ» بهمزتين على الأصل.
  · اللغة: لوط: قيل: اسم أعجمي غير مشتق؛ لأن العجمي لا يشتق من العربي، وإنما هو اسم علم، عن الزجاج.
  وقال الفراء: وإن شئت جعلته مشتقَّا من لطت الحوض ألوطه: إذا أصلحته، واللوط: الاسم، وإن نسب من قولهم: له في قلبي لوط من حب، وهو أَلْوَط بِقَلْبِي أي: ألصق، ومنه الحديث: «الولد ألوط» أي: ألصق بالكبد، وخطأه الزجاج في ذلك.
  والفحش معروف، والفاحشة: السيئة العظيمة القبيحة، ومثله الفحشاء على ثلاث مراتب: كفر، وفسق، وصغيرة، قال اللَّه - تعالى ذكره -: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} وكل شيء جاوز حده فهو فاحش، وأفحش فلان: قال الفحش.
  والسبق: وجود الشيء قبل غيره، يقال: سبقه إلى كذا.
  والشهوة: عرض في القلب لا يقدر [عليه] غير اللَّه - تعالى - يصير به الشيء مشتهيًا، وحَدُّه: مطالبة النفس بفعل ما فيه اللذة، يقال: شهيت أشتهي شهوة.
  والإسراف: مجاوزة الحد إلى الباطل.
  والأهل: المختص بالشيء اختصاص القرابة، ومنه: أهل البلدة والغابر الباقي، والغابر: الماضي، يقال: غبر الشيء مضى، وغبر بقي، قال الشاعر: