قوله تعالى: {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين 80 إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون 81 وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون 82 فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين 83 وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين 84}
  مِنْ أُمِّهِ في الزَّمَنِ الغَابِرِ
  والإمطار: أثر المطر، مطرت السماء تمطر مطرًا، وأمطرها اللَّه إمطارًا.
  و (كيف) سؤال عن الحال
  · الإعراب: يقال: لم صرف (لوط) ولم يصرف (يعقوب)؟
  قلنا: لخفته؛ لأنه على ثلاثة أحرف ساكن الوسط، فيشبه قولنا: زيدٌ، وليس كذلك «يعقوب»؛ لأنه أعجمي مَعْرِفَةٌ، لم يخرج إلى الخفة.
  ويقال: إذا كان «بل» للإضراب عن الأول دون الثاني فلم ذكر في قوله: «بل أنتم قوم مسرفون»، وقيل: اجتمع فيهم الصفتان: إتيان الرجال والنساء؟
  قلنا: لأنه إضراب عن الأول إلى جميع المعائب من عبادة الأوثان، والإتيان للذكران، وترك ما قام به البرهان، وقطع السبيل، وإتيان المنكر في النادي. وقيل:
  تقديره: بل لإسرافكم لا تفلحون.
  ويقال: ما وجه النصب في قوله: «وما كان جواب قومه»؟
  قلنا: لأنه وقع على الاسم بعد الأمر فوقع الإيجاب، وذلك أن ما قبلها إذا كان إيجابًا كان ما بعدها نفيًا، وإذا كان ما قبلها نفيًا كان ما بعدها إيجابًا.
  ويقال: الاستثناء في قوله: «إلا امرأته» متصل أو منقطع؟
  قلنا: متصل؛ لأنه يجوز أن يدخل في الأهل على التغليب في الجملة دون التفصيل.
  ومتى قيل: لم قال: «من الغابرين» ولم يقل: من الغابرات؟
  قلنا: للتغليب؛ لأنه أراد أنها تغلب مع الرجال فلما ضم ذكرها إلى ذكر الرجال قيل من الغابرين.