التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون 90 فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين 91 الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين 92 فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين 93}

صفحة 2640 - الجزء 4

  ويقال: أين جواب (لئن)؟

  قلنا: قد سدّ مسد جواب القسم، وهو قوله: «إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ».

  ويقال: ما معنى الفاء في قوله: «فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ»؟

  قلنا: العطف «قَالَ الْمَلأُ» قيل: الجماعة إلا أن فيها معنى الجواب كأنه قيل: كان جواب ما ارتكبوه من عظيم الفساد أخذ الرجفة لهم بالعذاب.

  · المعنى: ثم ذكر - تعالى تمام قصة شعيب #، فقال سبحانه: «وَقَالَ الْمَلأُ» قيل: الجماعة، عن أبي علي. وقيل: الأشراف، عن أبي مسلم. «الَّذِينَ كَفَرُوا» جحدوا نبوته وما أتى به، وقيل: كفروا بآيات الله وجحدوا التوحيد «مِنْ قومِهِ» أي: من قوم شعيب «لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا» في دينه وتركتم دينكم «إِنَّكُمْ إِذًا» حينئذ «لَخَاسِرُونَ» وقيل: مغبونون، عن ابن عباس. وقيل: هالكون، وقيل: عَجَزة، عن الضحاك. وقيل: في خطأ، عن الأصم. وقيل: خسرتم في تجارتكم إن اتبعتم شعيبًا في أمره بإيفاء الكيل، عن أبي مسلم -. وقيل: خسرتم بما يلحق كم من جهتنا من الأذى في النفس والمال، وقيل: خسرتم في الآخرة إذا تركتم دينكم ودين آبائكم «فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ» يعني أخذت قوم شعيب الرجفة، قيل: الزلزلة، عن الكلبي وأبي مسلم. وقيل: أهلكوا بالنار، عن ابن عباس. وقيل: تزلزلت أرضهم وسقطت ديارهم، عن أبي علي. وقيل: زلزلوا زلزالاً وأحاطت بهم النار، فهلكوا عن آخرهم، وقيل: جاءهم حر شديد فأخذ بأنفاسهم، فدخل عليهم البيوت ثم جاءت سحابة فيها ريح طيبة، فخرجوا إلى البرية حتى اجتمعوا تحت السحابة رجالهم ونساؤهم وصبيانهم، فألهبها اللَّه نارًا،