قوله تعالى: {وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون 94 ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون 95}
  وأعظم شيء حين يَفْجَؤُك البَغْتُ
  · الإعراب: أصل: {يَضَّرَّعُونَ} يتضرعون أدغمت التاء في الضاد ولا يدغم الضاد في التاء؛ لأن في الضاد استطالة، وإنما يدغم الناقص في الزائد، ولا يدغم الزائد في الناقص؟
  لما في ذلك من الإخلال به.
  {بَدَّلْنَا}. و {آبَآءَنَا} نصب ب «مس» واسم الفاعل «السراء والضراء».
  · المعنى: لما تقدم قصص بعض الأنبياء وتكذيب فرقتهم وما نزل بهم، ذكر بعده جملة في نظرائهم تسلية للنبي ÷ وعظة له، فقال سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ» قيل: من القرى التي أهلكناها بالعذاب، عن الأصم. وقيل: سائر القرى، عن أبي علي. وهو الوجه؛ للعموم «مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا» يعني أهل تلك القرية أخذنا، وفيه حذف؛ أي: وكذبوه فأخذناهم «بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ» قيل: البأساء ما نالهم من الشدة في أنفسهم، والضراء ما نالهم في أموالهم، وقيل: البأساء الجوع، والضراء من الأمراض والشدائد، عن أبي الحسن] وقيل: البأساء والضراء مزيد التكليف والمشقة، ذكره القاضي، وقيل: الجوع والفقر، عن السدي. ومعناه: أخذناهم مرة بالبأساء ومرة بالضراء لطفًا لهم «لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ» قيل: يعاملهم معاملة المختبر، وقيل: ليتضرعوا يعني يدعونه ويلجؤون إليه، ويتوبون «ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ» يعني رفعنا