التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون 100 تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين 101 وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين 102}

صفحة 2650 - الجزء 4

  · القراءة: قرأ يعقوب «أولم نهد» بالنون، وكذلك في (طه) و (السجدة) على التفخيم، وهو قراءة أبي عبد الرحمن السلمي والحسن ومجاهد وقتادة. وقرأ الباقون بالياء فيها.

  · اللغة: الهداية: الدلالة المؤدية إلى البغية. والإرث: ما صار للثاني بعد الأول وهو عام في المال وغيره، ومنه: «العلماء ورثة الأنبياء». والإصابة: إيقاع الشيء بالغرض المنصوب، ونقيضه: الخطأ. والطبع: الخَتْم. والقصص: إتباع الحديث. بالحديث، وأصله الاتباع، ومنه: قص أثره، وقوله: {لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} ومنه: القصاص. والنبأ: الخبر عن أمر عظيم البيان؛ ولذلك أخذ منه صفة نبي. والعهد: العقد المؤكد، وهو من اللَّه الأمر المؤكد بالوعد والوعيد.

  · الإعراب: يقال: ما فاعل (يهد) بالياء؟

  قلنا: فيه قولان:

  قيل: مضمر على تقدير: أولم يهد لهم فيوافق قراءة النون، عن الزجاج.

  وقيل: مستثنى لأن قوله: «لو نشاء» في موضعه.

  ويقال: أي كاف في قوله: «كذلك يطبع»؟

  قلنا: كاف التشبيه، تقديره: دلالة أنهم لا يؤمنوا كدلالة الطبع على قلوب الكافرين الَّذِينَ هم في مثل صفتهم.