التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون 73}

صفحة 436 - الجزء 1

  خطابًا لمن كان زمن موسى، وتقديره وقلنا لهم: وإذ قتلتم نفسا، قيل: اسمه عاميل، وقيل في سبب قتله وجهان: أحدهما: قَتَلَهُ بنو أخيه ليرثوه، ثم جاؤوا يطلبون ديته، عن ابن عباس، وقيل: ليتزوج ابنته، وكان موسرًا «فَادَّارَأْتُمْ» قيل: تدافعتم، عن الربيع، يعني كل واحد دفع القتل عن نفسه، وأحال على أخيه. وقيل: اختلفتم، عن ابن عباس ومجاهد، وقيل: اختصمتم، عن الضحاك. وقيل: ألقي القتيل على باب سبط، ثم اختلفوا، عن عكرمة. «وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ» قيل: خطاب لليهود في زمن النبي ÷. ومعناه أنه مخرج من غامض أخباركم، ومطلع على معائبكم، ومعائب أسلافكم ما تكتمونه أنتم، وقيل: خطاب لأسلافهم، يعني مظهرًا الذي كتموه، وقيل: مخرج ما تحدثون وما تكتمون، وهذا أوجه؛ لأنه نظم الكلام.

  · الأحكام: الآية تدل على الردع من المعاصي، وإن كَتَمَهُ مخافة أن يظهره اللَّه، فيفتضح.

  وتدل على وقوع قتل وتنَازُعٍ فيه لأجله أُمِرَ بذبح البقرة.

قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ٧٣}

  · اللغة: الحياة والموت: عرضان يتعاقبان على الحيوان، وهو مقدور اللَّه تعالى لا يقدر عليه غيره، وقيل: الحياة معنى، والموت ليس بمعنى، ولكنه بطلان الحياة، عن أبي هاشم، والأول أوجه، لقوله تعالى: {خلقَ الموْتَ وَالحياةَ} يقال: حَيِيَ يحيا حياة.

  والآيات والعلامات: الحجج.