قوله تعالى: {وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون 127 قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين 128}
  أنس بالنون والنصب خبرًا عن أنفسهم أنهم يدعون عبادته إن ترك موسى حيًّا فيصرفهم عنها.
  وقراءة العامة «وَآلِهَتَكَ» جمع إله، وعن ابن مسعود وابن عباس وبكر بن عبد اللَّه المزني والشعبي، والضحاك «وإلَهَتَكَ» بكسر الهمزة أي: عبادتك فلا نعبدك كما تعبد، قالوا: وكان فرعون يُعبَد ولا يَعبُد شيئًا، وقيل: بل يعبد أصنامًا وأمر بعبادتها، ولذلك قال: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}.
  قراءة العامة: «يُورِثُهَا» بسكون الواو خفيفة، وعن الحسن «يورثها» بتشديد الراء، وهما لغتان، وَرَّثَ يُوَرِّث، وأَوْرَثَ يُورِثُ.
  · اللغة: الاستحياء: استفعال من الحياة. وهو طلب الحياة كالاستسقاء.
  والاستعانة: طلب المعونة، استعان به، واستعانه، والمعونة: النصرة.
  · الإعراب: «ويذرك» قيل: في نصبه وجهان:
  الأول: الصرف والثاني: العطف.
  فأما الرفع على قراءة الحسن فقيل: هو عطف على (أَتَذَرُ) ويجوز أن يكون على الاستئناف على وهو (يذرك).
  · المعنى: ثم بَيَّنَ - تعالى - ما كان من قوم فرعون في أمر موسى # وقومه، وما