التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون 127 قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين 128}

صفحة 2678 - الجزء 4

  · الأحكام: الآية تدل على أن السحرة استدلوا على التوحيد والنبوات فصدقوا وآمنوا.

  وتدل على صدقهم في الإيمان حتى قابلوا فرعون بما أجابوه به، قال أبو علي:

  فأجاب اللَّه دعاءهم وتوفوا مسلمين وصاروا إلى الجنة.

  وتدل على أن بالإسلام ينال الثواب؛ لذلك قال: «وتوفنا مسلمين».

  وتدل على أن الواجب عند وعيد الظلمة الصبر؛ لذلك قال: «أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا».

  وتدل على أن الواجب عند ذلك الانقطاع إلى اللَّه تعالى؛ ليدفع عنه الظلم أو يوفيه الجزاء.

  وتدل على أن الإيمان فعلهم، وأن ما أوعدهم فرعون فعلة ليصح الكلام، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ١٢٧ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ١٢٨}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير (سَنَقْتُلُ) بفتح النون والتخفيف، وقرأ الباقون بضم النون والتشديد على التكثير.

  قراءة العامة «وَيَذَرَكَ» بالياء وفتح الراء على الحكاية وعطفًا على قوله: «ليفسدوا في الأرض»، وعن الحسن برفع الراء على الاستئناف أي: هو يذرك ولا يعبدك، وعن