قوله تعالى: {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون 129 ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون 130 فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون 131}
  (عسى) قال سيبويه: «لعل وعسى» طمع وإشفاق، وقال غيره: يقال منه: عسيت وعسوت وعسى الليل: أظلم، والشيءُ: صَلبَ.
  والآل خاصة الرجل الَّذِينَ يؤول أمرهم إليه، وقيل: الآل أهل البيت، قال علي بن عيسى: يقال: أهل البلد، ولا يقال: آل البلد؛ لأن في «أهل» معنى القرب في نسب أو مكان، وليس كذلك الآل.
  والسَّنَة: العام، ويقال: لسنة الجدب السنة، خصوها بالذكر؛ لأنها نادرة فأفردت بالذكر لسنة القوم إذا أجدبوا، ويقال لسنة الجدب عام سنة وسنة سنينًا، قال الشاعر:
  عَمْرُو الْعُلَا هَشَمَ الثَّرِيدَ لِضَيْفِهِ ... وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ
  أي: مجدبون.
  والتطير والطيرة من الشيء: التشاؤم به، واشتقاقه من الطير كالغراب ونحوه، وطائر الإنسان: عمله أخذ من ذلك، وكان العرب تزجر الطير فتتشاءم بالبارح، وهو الذي يأتي من جهة الشِّمال، وتتبرك بالسانح وهو الذي يأتي من جهة اليمين، ثم كثر ذلك، فسمي نصيب الإنسان طائره، ومنه: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ}. أي: حظه مما كتب له، ويقال: طيرت المال بين القوم فطار لفلان كذا، أي: قدر، فصار حظه كذا.
  · الإعراب: يقال: ما معنى (قد)؟
  قلنا: الإخبار عن متوقع ومن ههنا صارت تقرب الماضي من الحال؛ لأنه إذا توقع كون أمر فقيل قد كان، دل على قربه في الحال.