قوله تعالى: {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون 137}
  إنما ينزل عذاب الاستئصال بالمكذب دون غيره، وقيل: إنه - تعالى - أثبت التكذيب والغفلة ولم ينف غيرهما «وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ» عن الآيات، وقيل: الوعيد للتعرض للغفلة حتى صاروا لا يتعظون بها، وقيل: الوعيد على الإعراض عن الآيات حتى صاروا كالغافلين عنها، وقيل: صاروا عن النقمة غافلين، عن الأصم.
  · الأحكام: تدل الآية أنه - تعالى - أهلكهم بعد أن أزاح العلة بالآيات.
  وتدل على [أن] ما أصابهم كان عقوبة وجزاء على فعلهم.
  وتدل على قبح الإعراض عن آيات اللَّه.
  وتدل على وجوب النظر.
  وتدل على أنهم كانوا قادرين على الإيمان؛ لذلك قالوا: «لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ».
  وتدل على أن التكذيب والإيمان فعلهم؛ فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق والاستطاعة.
  وتدل على [أن] النكث فعلهم والإعراض؛ فلذلك عاقبهم عليها.
قوله تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ١٣٧}
  · القراءة: قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم: «يَعْرُشُونَ» بضم الراء، وفي (النحل) مثله، وهي قراءة ابن عباس. وقرأ الباقون بكسر الراء، وهما لغتان [فصيحتان يعرُش]، ويعرِش.