قوله تعالى: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا ياموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون 138 إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون 139 قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين 140}
  مَصَانِعَ} وقيل: ما كان يعمل في مغالبة بني إسرائيل، وفيما يستعين بها على ظلمهم، عن أبي علي. وقيل: ما يفعلون من الكفر والظلم، عن الأصم. وقيل: ما كان يصنعه من الآلات والرسوم «وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ» قيل: يبنون من الأبنية والقصور، عن ابن عباس ومجاهد. وقيل: هو تعريش الكرم، عن الحسن. وقيل: تعريش الشجر والأبنية، عن أبي علي.
  · الأحكام: تدل الآية على الحث على الصبر في الطاعة؛ لأنه بَيَّنَ أنه أعطى بني إسرائيل ذلك بصبرهم، كما أهلك قوم فرعون بتكذيبهم، ومعلوم أن ذلك الصبر - إما أن يكون على المقام على الدين مع ما ينالهم من الأذى أو على الأذى الذي ينالهم من أعدائهم.
  وتدل على المنع من الركون إلى الدنيا ونعيمها والتزهيد فيها، حيث لا تبقى على حالة واحدة.
  وتدل على أن العقوبة جزاء على الأعمال.
  وتدل على أن الصبر فعل بني إسرائيل، والتكذيب والتعريش فعل قوم فرعون؛ فيصح قولنا في المخلوق.
قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ١٣٨ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٣٩ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ١٤٠}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي «يعكِفون» بكسر الكاف، والباقون بضم الكاف، وهما لغتان، عَكَفَ يَعْكِفُ ويعكُف عَكْفًا وعكوفًا، واعتكف اعتكافًا، وعكف على الشيء