قوله تعالى: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا ياموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون 138 إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون 139 قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين 140}
  واضب عليه، والعكوف: لزوم الأمر والإقبال عليه، ومنه: الاعتكاف، ويقال: ما عكفك عن كذا؛ أي: ما حبسك، والاعتكاف: لزوم المسجد للعبادة فيه إذا أتى بشرائطه.
  · اللغة: المجاوزة: الإخراج عن الحد، جاز يجوز جوازًا. والبحر: أصله السعة، ومنه: تبحر فلان في العلم، والبحر: مستقر الماء الذي هو أعظم من النهر. والتَّبَار: الهلاك، ومنه التِّبْر: الذهب، وفيه قولان: أحدهما: لأن معدنه مهلك، والثاني: قال الزجاج: يقال لكل إناء مكسر متبر، وكسارته: تبر. وبغى وطلب من النظائر غير أن (بغى) يتعدى إلى مفعولين؛ لأن فيه معنى أعطاه الخير الذي طلبه، وليس في الطلب معنى المطلوب به.
  · الإعراب: قوله: «إلهًا» في نصبه وجهان:
  أحدهما: الحال كأنه قيل: أطلب لكم غير اللَّه معبودًا، ونصب «غيرَ» في هذا الوجه على المفعول به.
  والثاني: أن يكون المفعول به و «غيرَ» الحال المتقدمة التي لو تأخرت كان صفة.
  · المعنى: عاد الكلام إلى قصة بني إسرائيل، وما سألوا موسى عنه من المحال، وما أجيبوا به، فقال سبحانه: «وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ» أي: قطعنا بهم البحر، أي: جعلنا لهم طريقًا فيها يابسة حتى عبروا، ثم أغرق فرعون وقومه فيه، قيل: عبر بهم