قوله تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين 143}
  بمعنى، والكاف والقاف يتعاقبان كقولهم: كلام رقيق وركيك، ويجوز أن يكون معناه: دكه اللَّه دكا.
  ومن مده فهو من قولهم: ناقة دكاء لا سنام لها، ومعناه: جعلنا أرضًا دكا؛ أي: مستوية لا شيء فيها. والجبل مذكر، فلذلك صرفناه إلى الأرض، وقيل: معناه جعله مثل دكاء فحذف كقوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} أي: أهل القرية.
  قال الأخفش: من مد قال في الجمع: دكَّاوات ودُكٌّ، مثل حمراوات وحُمْرٌ، ومن قال: أرض دك قال في الجمع: دكوك.
  · اللغة: التجلي: أصله الظهور، تجلى الشيء: [ظهر] وانكشف، ومنه: {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} ومنه: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} أي: الشمس؛ لأنها تنير إذا انبسط النهار، وقيل: إذا جَلَّى الظلمة عن الدنيا، ويقال للسيد: هو ابن جَلاَ؛ لأنه لم يخف أمره لشهرته، وفي خطبة الحجاج:
  أنا ابنُ جَلاَ وطَلَّاعُ الثنايا ... مَتَى أَضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُوني
  قال سيبويه: «جلا» فعل ماضٍ فكأنه بمعنى أي الذي جلاَ، أي: أوضح وكشف، والشعر للفلاح بن حربله:
  أنا الفلاح بنُ حبابِ بنِ جَلا ... أَبُو جَبَابير أفود
  الجبابير: الدواهي، ورجل أَجْلى: إذا ذهب شعر رأسه، أي: نصفه، والتجلي: الظهور بالرؤية والدلالة، وجَلَّى ببصره تَجْلِيَةً أي رمى ببصره. والدك: