قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين 7}
  · الأحكام: الآية تدل على وجوب طلب الهداية، وتعليم من اللَّه كيف ندعوه.
  وتدل على وجوب الدعاء به حالاً بعد حال؛ كيلا تميل بنا الأهواء.
  وتدل على أن أفعال العباد ليست بخلق لله؛ إذ لو كانت خلقًا لله لم يكن لطلب المعونة والهداية معنى، ولكان بمنزلة من سأله المعونة على ألوانه وهيئاته، وما يشبه ذلك.
قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ٧}
  · القراءة: قرأ حمزة: (عليهُم) و (إليهُم) و (لديهُم) بضم الهاء في هذه الأحرف الثلاثة كل القرآن، وعن يعقوب ضم كل هاء قبلها ياء ساكنة، كـ (عليهُم)، و (إليهُم)، و (فيهُم)، ونحوها، وروي عنه وإن سقطت الياء قبلها لعلة نحو: «وقِهُم»، والباقون بكسر الهاء وسكون الميم، إلا أن يتلقاها ألف وصل، نحو قوله: {عليهم الذِّلَّةُ} فحينئذ اختلفوا فقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وعاصم بكسر الهاء وضم الميم، وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم، ويعقوب بكسرها إذا كسر الهاء قبلها، وبضمها إذا ضم الهاء قبلها، فأما حمزة والكسائي فيضمانهما جميعًا. فأما ميم الجمع فيضمها أبو جعفر وحفص وابن كثير كل القرآن نحو: (عليهم) و (إليهم) و (يريهم)، ونحوها، ونافع يخير بين السكون والضم، واختلفت الرواية عن الكسائي، والباقون بسكون الميم. فأما من ضم الهاء، فلأنه يردها إلى الأصل، لأنك تقول: أعطيتموهُ، فتردها إلى الأصل، ولأنه متى لم يكن قبلها ياء أو كسرة لم يجز إلا الضم، دل على أن الضم هو الأصل. ومن كسرها فلأجل الياء الساكنة. ومن كسر الهاء وجزم الميم، فإنه استثقل الضم مع مجاورة الياء الساكنة، والياء أخت الكسرة، والخروج من الضمة