قوله تعالى: {قال ياموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين 144 وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين 145}
  لقومه لما فيه من أخبار الأمم وعقوباتهم، عن أبي علي. وقيل: هو الأمر والنهي، عن أبي مسلم. «وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ» أي: بيانًا وفصلاً بين الحلال والحرام والشرائع، عن أبي علي وأبي مسلم. وقيل: لِمَا كان فيها التوحيد والشرائع، وقيل: لما احتاجوا إليه في الدين، عن الأصم. وقيل: مواعظ تدعوهم إلى الطاعة وتزجرهم عن المعصية، وقيل: أصول الدين وفروعه من الوعد والوعيد، وأخبار من تقدم، وأنباء من تأخر، وقيل: نزلت التوراة وهي سبعون وِقْرِ بعير «فَخُذْهَا» يا موسى «بِقُوَّةٍ» قيل: بجد واجتهاد تبليغًا وعلمًا وعملاً، وقيل: بجد ومواظبة، عن مقاتل. وقيل: بطاعة، عن الضحاك. «وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا» قيل: بالناسخ دون المنسوخ، عن أبي علي. وقيل: بالمأمور دون المنهي، عن الأصم. يعني العمل بالمأمور أحسن من العمل بالمنهي، وقيل: أحسن ما أمروا وهو الفرائض، عن ابن عباس. وقيل: يأخذوا بها وأحسن صدر، وقيل: معناه يأخذوا بحسنها، وكلها حسن، كقوله: {وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكْبرُ} عن قطرب. وليس المراد إضافته، ولكن أراد خذها ودع ما سواها، كقوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ} وقيل: فيها فرائض ونوافل، فالأحسن الجمع بينهما، وأحسن المحاسن الفرائض والنوافل، وأدونها المباحات. وقيل: بأحسن الرسالات من تحليل وتحريم، والإيثار لمكارم الأخلاق، وقيل: أحسن الأشياء، عن أبي مسلم. وقيل: هو أن يتجه للكلمة معاني فأصدقها هو الأحسن والأولى بالحق «سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ» قيل: سأريكم جهنم، عن الحسن ومجاهد وأبي علي. أي: فليكن منكم على ذكر لتحذروا منها، وقيل: سأريكم جهنم إن خالفتم أمري، وقيل: منازل الجبابرة والقياصرة والأكاسرة الَّذِينَ كفروا لتعتبروا بها وما صاروا إليه من النكال، وقيل: هو تهديد كقولهم: سأريك غدًا ما يصير إليه حالك وعاقبة أمرك إذا خالفت أمري، وتقديره: سأريكم محلهم وعاقبتهم،