قوله تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين 146 والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون 147}
  · القراءة: قراءة العامة «يَرَوْا» بفتح الياء والراء على أن الفعل لهم، وعن مالك بن دينار بضم الياء على معنى أنه يفعل بهم في ريهم اللَّه الآيات.
  وقرأ حمزة والكسائي «الرَّشَد» بفتح الشين والراء وهي قراءة مجاهد وحميد والأعمش، وقرأ الباقون بضم الراء وسكون الشين، وفرق أبو عمرو بينهما فقال: الرُّشْد بضم الراء وسكون الشين: الصلاح في قوله: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} ا أي: صلاحًا بدفعها إليه، والرَّشَد بفتحها: الاستقامة في الدين، قال تعالى: {مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} وقال الكسائي: هما لغتان بمعنى واحد مثل الحُزْن والْحَزَن، والسُّقْم والسَّقَم.
  وقرأ أبو عبد الرحمن «سبيل الرشاد» بالألف، وهو مصدر كالصلاح والعفاف، وقيل: الرُّشْد بالضم الاسم، وبالفتحتين المصدر.
  · اللغة: الصرف: مصدر صرفته عن الشيء صرفًا، وهو نقله [إلى] خلاف جهته. والرشد والرشادة: الهدى والاستقامة، وهو سلوك طريق الحق، رَشدَ يَرْشُدُ رُشْدًا، وَرَشِدَ يَرْشَدُ رَشَدًا وأرشده إرشادا، ونقيضه: الغي، غوى يغوى غيًّا وغواية، وأغواه إغواءً.
  والحبوط: بطلان العمل حتى يصير كأن لم يكن، وأصله: الفساد، من قولهم: حبط، وهو داء يأخذ البعير في بطنه من فساد ذلك، يقال: حَبِطَتْ الإبل تَحْبَط حَبَطًا، وحبط عمله، وأحبطه صاحبه.
  · الإعراب: موضع «الَّذِينَ يتكبرون» من الإعراب نصب لوقوع الفعل عليه، وتقديره:
  سأصرف المتكبرين.