قوله تعالى: {ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين 149}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي «لئن لم ترحمنا» بالتاء «رَبَّنَا» بالنصبْ «وَتَغْفِرْ» بالتاء على الدعاء، كأنه قيل: لئن لم ترحمنا أنت يا ربنا. والباقون بياء في «يرحمنا» و (يَغْفِرْ لَنَا) و «ربُّنا» رفع على الخبر، يعني إن لم يرحمنا ربنا نكن من الخاسرين.
  · اللغة: سقط في أيديهم أي: وقع البلاء في أيديهم، أي: وجدوه وُجْدَانَ مَنْ هو في يده، يقال ذلك للنادم عندما يجده مما كان جنى عليه، ويقال: سقط في يده وأُسْقِطَ، لغتان، فهو مسقوط في يده، وسُقِطَ بغير ألف أفصح، يقال: سَقَطَ يَسْقُطُ سقوطًا، وسقط يسقط.
  · الإعراب: موضع (أنهم قد ضلوا) نصب، تقديره: رأوا ضلالهم.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ - تعالى - ما كان من ندم القوم، فقال سبحانه: «وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ» قيل: تقدير الآية: لما رأوا أنهم قد ضلوا سقط في أيديهم، وقالوا: لئن لم يرحمنا، وقيل: سقط في أيديهم لما رأوا أنهم قد ضلوا، ومعنى الكلام: أنهم ندموا على عبادة العجل وتحيروا «وَرَأَوْا» علموا «أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا» عن الدين بعبادة العجل حين رجع موسى، وبَيَّنَ لهم ضلالتهم «قَالُوا لَئنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا» بقبول توبتنا «وَيَغْفِرْ لَنَا» ما قدمنا من عبادة العجل «لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ» باستحقاق العقاب.
  ومتى قيل: هل عمهم الضلال بعبادة العجل؟
  قيل: كلهم عبدوا إلا هارون؛ ولذلك قال موسى: {اغْفِرْ لِي وَلِأخِي} ولم يذكر غيره، عن الحسن.