التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين 150 قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين 151}

صفحة 2724 - الجزء 4

  وقيل: إنما عبد بعضهم، عن أبي علي.

  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الانقطاع إلى اللَّه - تعالى - في تلافي ما يفوت، كما فعل أولئك.

  وتدل على أنه لا طريق للتلافي إلا التوبة.

  وتدل على أنهم عرفوا اللَّه - تعالى، وندموا على ذنبهم، وقوله: «لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا» كلام عارف بربه، نادم على فعله، وقيل: إنهم اتخذوه بعد ثلاثين يومًا من وقت خروجه، ظنوا أن موسى مات واتخذوا على ذلك؛ لأن موسى أخبرهم بالثلاثين، ولم يخبرهم بالعشرة، وإنما تعبده - تعالى - بعد ذلك.

  وتدل على أنهم عبدوا وهم لا يعرفون أنه ضلال، فيدل على بطلان قول أصحاب المعارف، وأنه لا محجوج إلا عارف، عن أبي علي.

قوله تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ١٥٠ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ١٥١}

  · القراءة: قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم «ابنَ أُمِّ» بكسر الميم، وفي (طه) مثله «ابن أم» على تقدير (ابن أمي) فحذف ياء الإضافة؛ لأن مبني النداء على الحذف، وبقي الكسر على الميم ليدل على الإضافة كقوله: {ياعبَادِىَ} وقد روى ابن السَّمَيْقَعِ «يا بن أمي» بإثبات الياء على الأصل.