التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون 75}

صفحة 443 - الجزء 1

  ويدل قوله: «وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ» على وعيد عظيم لهم.

قوله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٧٥}

  · اللغة: الطمع: تعلق النفس بما تظنه من النفع، ونظيره الأمل والرجاء، ونقيضه اليأس، طمع يطمع طمعًا. والتحريف في الكلام: تغيير الكلمة عن معناها. والعقل والعلم من النظائر، وسمي عقلا؛ لأنه يمنع المرء من الإقدام على القبيح، تشبيهًا بالعقال، والعقول علوم مجموعة بها يصح التكليف.

  · الإعراب: الألف في قوله: {أَفَتَطْمَعُونَ} ألف استفهام، دخلها معنى الإنكار، وإذا جاءت مع النفي صار بمعنى الاستدعاء إلى الإقرار كقوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ٤٠}، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.

  · المعنى: ثم أخبر تعالى عن ضمائر القوم الَّذِينَ تقدم ذكرهم، وبَيَّنَ أنهم لا يؤمنون فقال تعالى: «أَفَتَطَمَعُونَ» قيل: إنه خطاب للنبي وأصحابه ¤، عن الأصم وأبي مسلم وجماعة، وقيل: خطاب للنبي خاصة خاطبه على وجه الجمع تعظيمًا له، وقيل: خطاب للمسلمين؛ لأنهم كانوا يدعون اليهود إلى الإيمان، ومعناه أفترجون «أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ» أي يصدقوا لكم، ويستجيبوا لكم بالتصديق بما أتى به نبيكم، والضمير في قوله: «يُؤْمِنُوا» قيل: يرجع إلى اليهود، عن قتادة والربيع. وقيل: على علمائهم؟