التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون 74}

صفحة 442 - الجزء 1

  بِجَيْشٍ تَضِلُّ البُلْقُ فِي حُجَرَاتِهِ ... تَرَى الأُكمَ فِيهَا سُجَّدًا لْلِحَوَافِرِ

  وقال آخر:

  لَمَّاَ أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَهَدَّمَتْ ... سُوُر المَدِينَةِ وَالجِبَالُ الخُشَّعُ

  أي كأنه كذلك، وقال آخر:

  والشمس طالعة ليست بكاسفة ... تبكي عليك نجوم الليل والقمرا

  وقال تعالى: {أَتَيْنَا طَائِعِينَ} وقال تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} يعني لو كان له تمييز لكان هكذا، يدل عليه أنه قال: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ}.

  «وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» بالتاء يجوز أن يكون خطابًا لبني إسرائيل في زمن موسى #، ويجوز أن يكون خطابًا لمن كان في زمن نبينا محمد ÷ وبالياء كناية عن الماضين، والمعنى: إن كنتم غافلين عن الآيات، واللَّه تعالى لا يغفل عنكم، فيجازيكم بسوء صنيعكم.

  · الأحكام: الآية تدل على قلة الخير في قلوب أولئك، فإنها أقسى من الحجر لما في الحجر من المنافع، ولا منفعة في قلوبهم.

  وتدل على أن تلك القسوة ليست من خلق اللَّه فيها، بل هي فعلهم؛ لذلك ذمهم.