التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين 161 فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون 162}

صفحة 2751 - الجزء 4

  وقرأ أبو عمرو «نغفر» بالنون مضافًا إلى اللَّه - تعالى - «خطاياكم» بفتح الطاء والياء من دون دخول التاء.

  وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي «نغفر» بالنون «خطيئاتكم» بالألف وكسر التاء على الجمع.

  · اللغة: السكون ضد الحركة، ومنه: المسكن؛ لأن الغالب عليه السكون فيه، وذهب أبو علي إلى أن السكون ضد الحركة، وأما أبو هاشم فيأبى ذلك، ويقول: قد يكونان ضدين، وقد يكونان مثلين؛ بأن يكونا في جهة واحدة.

  والقرية: مجمع الناس، أخذ من قريب الماء في الحوض: إذا جمعته.

  والحطّة: إنزال الشيء من علو، حططت الرحل وغيره، وجب الأوزار وضعها بالغفران.

  والتبديل: تغيير الشيء برفعه إلى بدل.

  والرجز والرجس واحد، والرجز العذاب وأصله الميل، ومنه: الرجز عبادة الوثن؛ لأنه يميل عن الحق.

  · الإعراب: «حطةٌ» رفع لأنه خبر ابتداء محذوف، وتقديره: مسألتنا حطة أو مطلوبنا حطة، وإن نصب جاز بمعنى: حطّ عنا ذنوبنا، إلا أن الرفع على الخبر، والنصب على الدعاء، وكلاهما فيه معنى الطلب.

  ونصب «سُجَّدًا» على الحال من ادخلوا الباب، و (ما) بمعنى المصدر، وتقديره: بظلمهم، عن أبي مسلم.