قوله تعالى: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون 163 وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون 164}
  إسرائيل بقطع العمل فيه، والسبات: النوم، وفي قوله: {سُبَاتًا} أي: قطعًا لأعمالكم، يقال: سبت فلان: إذا قطع عن الأعمال التي يعنى بها، وأسبت: دخل في السبت، يسبت إسباتًا بكسر الهمزة، وسبت يسبت: إذا أقام عملاً يوم السبت، فالسبت فعلهم على هذا، وسَبَتَ يَسْبِتُ سبتًا: إذا عظم السبت على وزن ضرب يضرب ضربًا، ويُقال: عدا: إذا جاوز الحد في الظلم، يعدو عدوًا وعدوانا.
  والحيتان جمع حوت، وهو: حيوان يعيش في الماء.
  والشرع: أصله الظهور، ومنه: الشرعة والشريعة، وهو الظاهر المستقيم من المذاهب، يقال: شرع اللَّه كذا، أي جعله مذهبًا ظاهرًا، وسميت المَشْرَعَة والشريعة لكونهما في مكان ظاهر من البحر. والشراع: شراع السفينة لظهورها، والإبل الشُّرُوع:
  التي شرعت عنقها: إذا رفعته، أشبه شراع السفينة لظهورها، والحيتان الشُّرَّع: الرافعة رؤوسها، ويقال: يل الخافضة.
  والموعظة: الزجر عن القبيح بالتنبيه على ما فيه من سوء العاقبة.
  ويقال: عذرت فلانًا فيما صنع أعذره، والاسم المعذرة والعذر والعذرة والعذراء.
  ويقال: المُعَذِّر بالتشديد: الذي لا عذر له، وهو يريك أنه معذور، وهو المقصر، ومنه: {وَجَاَءَ المُعَذِّرُونَ} والمُعْذِر بالتخفيف الذي له عذر، والمعْتَذِر يقال لمن له عذر ولمن لا عذر له، ومعنى: (من يعذرني): أي: من يقوم بعذري، ويُقال: أعذر: إذا بالغ، وعذر: إذا قصر، والفرق بين المعذرة والتوبة أن المعذرة: إظهار أن الجناية لا يستحق عليها اللائمة، والتوبة: استدراك الخطيئة بالندم والإقلاع.
  · الإعراب: «شرّعًا» نصب على الحال، و «معذرةٌ» رفع لأنه خبر ابتداء محذوف على ما بَيَّنَّا، ونصب «يوم» ومعناه: ولا تأتيهم يوم لا يسبتون.