قوله تعالى: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون 163 وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون 164}
  · المعنى: ثم ابتدأ بخبر من أخبار بني إسرائيل وما جنوا وما فعل بهم، توبيخًا لهم، وتسلية للنبي ÷ ومعجزة له حيث يخبرهم عن سرائر أخبارهم، فقال سبحانه: «وَاسْأَلْهُمْ» أي: استخبرهم يا محمد هَؤُلَاءِ اليهود، وقيل: هو سؤال توبيخ على ما كان منهم من الخطيئة؛ لأن هَؤُلَاءِ سلكوا سبيل أسلافهم، وقيل: سؤال تقرير عليهم غوامض أخبارهم لأنه يعلم من جهلهم «عَن» تعريف «القَرْيَةِ» قيل: آيلة، عن ابن عباس، وقيل: مدين عنه أيضًا. وقيل: الطبرية، عن الزهري. «الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ» أي: بقرب البحر وعلى شاطئ البحر «إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ» أي: يتجاوزون أمر اللَّه في السبت، وقيل: يظلمون في السبت، وكانوا نُهُوا عن صيد الحوت يوم السبت، وحرم عليهم صيدها في السبت، فاصطادوا يوم السبت، عن الحسن. وقيل: احتالوا بحبس الصيد يوم السبت وأخذه يوم الأحد، وقيل: استحلوا الصيد «إِذْ تَأْتِيهِمْ» يعني الحيتان «يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا» قيل: شوارع ظاهرة على الماء كثيرة، عن ابن عباس. وقيل: متتابعة، عن الضحاك. وقيل: تشرع على أبوابهم كأنها الكناس البيض، فتعدوا وأخذوها يوم السبت، عن الحسن. وقيل: شارعة إلى المشارع، وقيل: «شرعًا» أي: من كل مكان، وقيل: رافعة رؤوسها «وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ» أي لا يفعلون السبت ولا يهيئون له، وعلى قراءة الحسن: لا يدخلون في السبت «لَا تَأْتِيهِمْ» يعني الحيتان، لا تأتي تلك القرية كما تأتي في يوم السبت «كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ» أي: نختبرهم، ومعناه: نعاملهم معاملة المختبر «بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ» أي: بفسقهم استحقوا شديد المحنة عليهم في ظهور السمك بحيث يمكنهم أخذه، وهو محرم عليهم «وَإذْ قَالتْ أُمَّةٌ» جماعة من بني إسرائيل للواعظين والناهين عن الصيد، وقيل: هو قول المؤمنين بعضهم لبعض، عن أبي مسلم. «لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ» ولم يكن هذا نهيًا عن الوعظ، وإنما هو للإياس عن القبول، عن أبي علي. معناه: ما ينفع [الوعظ]