التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين 175 ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون 176 ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون 177 من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون 178}

صفحة 2781 - الجزء 4

  بِأَبْنَاءِ حَيّ مِنْ قَبائِلِ مَالِكٍ ... وعَمْرِو بن يَرْبُوعٍ أقاموا فَأخْلَدُوا

  وأخلد إلى كذا: سكن إليه، والخَلد: البال.

  واللهث: أن يلغ الكلب لسانه من العطش، واللهاث: حر العطش، قال ابن دريد: لهث: أعيا، وقيل: هو النَّفَس الشديد الذي يلحق من شدة الإعياء، لَهَثَ يَلْهَث لهثًا، فهو لاهث ولهثان ولهاث، وفي حديث سعيد بن جبير «في المرأة اللَّهثى إن ما تفطر في شهر رمضان» فقال: رجل لَهْثَان وامرأة لَهْثَى، وبه لهاثٌ شديدٌ أي عطش. والخاسر: الذي ذهب رأس ماله.

  · الإعراب: نصب «نبأ» لأنه مفعول (اتل). و «الذي آتيناه» في محل الكسر مضاف الياء، والهاء في قوله: «آتيناه» في محل النصب ب (آياتنا)، والآيات المفعول الثاني، ونصب «مثلاً»؛ لأنه تفسير للمضمر في «ساء» كالإضمار في (بئس) إذا قلت: بئس رجلاً زيد، وتقديره: ساء مثلاً مثل القوم الَّذِينَ كذبوا بآياتنا، إلا أنه حذف المثل، وأقام القوم مقامه فرفعه.

  · النزول: اختلفوا في قوله: «آتَينَاه آياتنا» من هو؟ وفي من نزلت؟

  فقيل: هو بلعام بن باعور، عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد ومقاتل وابن إسحاق والسدي.

  ثم اختلفوا، فروي عن ابن عباس أن كان من بني إسرائيل، وروي عنه أنه كان من الكنعانيين من مدينة الجبارين.