قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين 175 ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون 176 ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون 177 من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون 178}
  وروي عن مقاتل أنه كان من بلقا، أعرض عن الآيات، واختار الدنيا على الآخرة.
  وقيل: نزلت الآية في أمية بن أبي الصلت عن عبد اللَّه بن عمرو وسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وأبي روق. وكان قرأ الكتب، وعلم أن اللَّه يرسل رسولاً، فرَجَا أن يكون هو، فلما بعث النبي ÷ حسده وكفر ومات على كفره، وأتى ابنه النبي ÷ وأنشده شعره، فقال ÷: «آمن شعره وكفر قلبه».
  وقيل: نزلت في أبيّ الذي سَمّى ÷ الفاسق، وكان يتزهد في الجاهلية، فلما جاء الإسلام خرج إلى الشام، وأمر المنافقين باتخاذ مسجد ضرارًا، وأتى قيصر واستنجده على النبي ÷، فمات ثَمَّ طريدًا وحيدًا، عن سعيد بن المسيب.
  وقيل: نزلت في قريش، آتاهم اللَّه الآيات فلم يقبلوها، عن عبادة بن الصامت.
  وقيل: نزلت في منافقي أهل الكتاب، كانوا يعرفون النبي ÷، فجحدوه، عن الحسن والأصم.
  وقيل: المراد به فرعون كأنه لما اقتص أنباء بني إسرائيل عاد إلى قصة فرعون، وضرب له المثل، عن أبي مسلم.
  وقيل: نزلت في عالِمٍ ارتد ومال إلى الدنيا، حكاه الشيخ أبو حامد، وأشار. إليه شيخنا أبو علي.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: على قول أبي مسلم تصل قصة فرعون بقصة بني إسرائيل.
  وقيل: لما نهى عن تقليد الآباء في الدين بيّن في هذه الآية حال علماء السوء الَّذِينَ يختارون الدنيا على الآخرة نهيًا عن تقليدهم واتباعهم كما نهى عن تقليد الآباء.